الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمحصل ما اطلعنا عليه من كلام أهل العلم في هذه المسألة هو أن المرأة المتزوجة تكون يوم القيامة في الجنة لزوجها، ولم نطلع على خلاف للعلماء في ذلك.
وهنالك خلاف فيما إذا كانت قد تزوجت بأكثر من زوج، فمنهم من قال: إنها تكون لآخر أزواجها، ومنهم من قال: إنها تكون لأحسنهم خلقًا، وقال آخرون: إنها تخير، وسبق لنا بيان ذلك في الفتوى: 164177.
وأما كونها تكون في الجنة لغير زوجها، فلم نجد قائلًا به، كما أسلفنا.
ولكون المرأة لا تكون في الجنة إلا لزوجها من أهل الدنيا، منعنا أن يدعو آخر بأن تكون زوجة له في الجنة؛ لأن هذا الدعاء يتضمن سؤال الله عز وجل أن يفارقها زوجها، وهذا لا يجوز شرعًا.
ولا ندري من أين لك الفهم بأنه ربما يبدل الله زوجها في الجنة غيرها، أو أنه يجعلها تختار غيره مما لم يكن زوجًا لها في الدنيا.
وأما كون الله على كل شيء قدير، فنعم، وهذا مما لا شك فيه، لكنه لا يفعل خلاف ما وعد به أهل الجنة في كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فنصيحتنا أن لا تشغل نفسك بالتفكير في أمر مفروغ منه، وأن لا تعذبها بالتفكير فيما لا طائل من ورائه.
فاصرف همّتك إلى ما يعينك على دخول الجنة من صالح الأعمال، وأبواب الخير، ومن ذلك رعاية زوجتك هذه وأولادك منها؛ فإنك إذا دخلت الجنة، أعطاك الله فيها من الأزواج ما يرضيك، ولن تتطلع نفسك إلى هذه الفتاة التي تعلق قلبك بها في الدنيا.
وللعشق علاجه، سبق أن بيناه في الفتوى: 9360.
والله أعلم.