الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكننا أن نعلم هل قبل الله دعاءك أم رده؟ لأن قبول الدعاء وعدم قبوله أمرٌ غيبي يعلمه الله تعالى ولا يعلمه الناس، فقد لا يقبل دعاء من دعا من أول الليل؛ لوجود مانع من موانع إجابة الدعاء. وقد يقبل دعاء من دعاء في آخر ساعة من الليل؛ لتوفر شروط إجابة الدعاء.
والمسلم مطالب بكل حال بحسن الظن بالله تعالى، وفي الحديث: ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ. رواه الترمذي.
وروي عن الإمام سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ أنه قال: لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ مَا يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَل أَجَابَ دُعَاءَ شَرِّ الْخَلْقِ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ إِذْ {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} {الحجر:36-37}.
فنوصيك أيتها الأخت السائلة بحسن الظن بالله تعالى، وأن تجتهدي مستقبلا في الحرص على الطاعة لا سيما في مواسم الخيرات، وأن تحذري التسويف والتأجيل، ثم الحذر الحذر من عقوق الوالدين؛ فإن المشاجرة مع الوالدة عقوق، وأقبح ما يكون في مواسم الخيرات كرمضان، وانظري أخيرا الفتوى: 2647عن حكم من حاضت بعد دخول الوقت.
والله أعلم.