الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، قاله في معرض جوابه على سؤال: (هل نفس المصحف هو نفس القرآن أم كتابته؟ وما في صدور القراء هل هو نفس القرآن أو حفظه ؟).
وأما قوله: (ليس قائما بدون قدرته ومشيئته) فمعناه أن كلام الله تعالى متعلق بقدرة الله تعالى ومشيئته، فيتكلم بما شاء، وقتما شاء، كما يحدث من أمره ما يشاء سبحانه، وليس الأمر كما يقوله بعض الناس: إن كلام الله معنى واحد قديم بعينه قائم بذات الله لا ينفك عنه.
ومن جهة أخرى، فإن الله تعالى لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما، فالكلام صفة ذاتية فعـلية في آن واحد، فهو صفة ذاتية باعتبار أصله، لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلما، وصفة فعلية باعتبار آحاد الكلام ونوعه، وراجعي في ذلك الفتويين: 134338، 132146.
ومعنى قوله: (بل هو قائم بذاته) أي بذات الله تعالى، فالكلام صفة من صفات الله، وليس مخلوقا من مخلوقاته، وهذا تأكيد للعبارة التي قبلها: (ليس مخلوقا بائنا عنه). وانظر الفتوى: 234148.
وجاء في بقية كلام شيخ الإسلام: لم يقل أحد من السلف: إن نفس الكلام المعين قديم! وكانوا يقولون: القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود. ولم يقل أحد منهم: إن القرآن قديم! ولا قالوا: إن كلامه معنى واحد قائم بذاته! اهـ.
والله أعلم.