الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أنّه لا حرج عليك في الانتفاع بالانترنت الخاص بأخيك، ما دمت لا تعلم عدم رضاه بذلك، لأنّ الغالب المسامحة في مثل هذه الأمور، كما ذكر لك والدك، والإذن العرفي كالإذن الصريح في جواز الانتفاع بحق الغير.
قال النووي –رحمه الله- في شرحه على مسلم: وَالْإِذْنُ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا: الْإِذْنُ الصَّرِيحُ فِي النَّفَقَةِ وَالصَّدَقَةِ. وَالثَّانِي: الْإِذْنُ الْمَفْهُومُ مِنَ اطِّرَادِ الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ؛ كَإِعْطَاءِ السَّائِلِ كِسْرَةً وَنَحْوَهَا، مِمَّا جَرَتِ الْعَادَةُ بِهِ، وَاطَّرَدَ الْعُرْفُ فِيهِ، وَعُلِمَ بِالْعُرْفِ رِضَاءُ الزَّوْجِ وَالْمَالِكِ بِهِ، فَإِذْنُهُ فِي ذَلِكَ حَاصِلٌ وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ، وَهَذَا إِذَا عُلِمَ رِضَاهُ لِاطِّرَادِ الْعُرْفِ، وَعُلِمَ أَنَّ نَفْسَهُ كَنُفُوسِ غَالِبِ النَّاسِ فِي السَّمَاحَةِ بِذَلِكَ، وَالرِّضَا بِهِ. انتهى.
والله أعلم.