الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإخبار هذا الشاب لك بأن تلك الفتاة قد زنت، أمر منكر، وكون ذلك تم عن طريق الكتابة لا ينفي كونه كذلك، وهو أعظم نكارة من الغيبة؛ لأنه نوع من القذف الذي رتب الله عليه عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 93577، وراجعي كذلك الفتوى: 377182، وهي حول كتابة القذف.
وتصديقك له في ذلك أمر منكر أيضا، إذ الواجب في مثل هذه الحالة الإنكار على القاذف، لا تصديقه فيه.
وكون هذه الفتاة سيئة الخلق، لا يدل على قيامها بما اتهمت به من الزنا؛ فالأصل سلامتها من ذلك.
وبناء عليه، تكونين آثمة بتصديقك هذا الشاب فيما كتب، فتجب عليك التوبة، والإكثار من الدعاء لهذه الفتاة والاستغفار لها، وراجعي الفتوى: 29785، والفتوى: 18180.
وننبه هنا إلى أن ذلك إن حصل منك قبل البلوغ، فلا إثم عليك فيه؛ لأنك غير مكلفة، ولمعرفة علامات البلوغ يمكن مطالعة الفتوى: 10024.
والله أعلم.