الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تخبرنا كيف أنك صرت بين هذين الاختيارين، حتى نخبرك ما إن كان اختيارك هو الصحيح أم لا؟
وما يمكننا قوله هو: أنه ينبغي للزوجين أن يكون بينهما التفاهم والحوار، وأن يحترم كل منهما الآخر، ويقوم بواجبه تجاهه، وبذلك تدوم العشرة وتزداد المودة، ويتحقق أهم مقصد من مقاصد الشرع في الزواج وهو السكون والاستقرار كما قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
ومن اليسير المصير إلى الطلاق، ولكن من العسير أن يتحمل الزوجان عواقبه، وخاصة مع وجود الأولاد، فقد يضيعون ويفسد حالهم، ومن هنا لا ينبغي المصير للطلاق إلا إذا استحالت العشرة وترجحت المصلحة، ولذلك قد يكون الطلاق هو الأصلح أحيانا وقد لا يكون كذلك، وراجع الفتويين: 73889 ، 233518.
ولا يلزم الزوج أن يطلق زوجته لمجرد رغبة والديه، بل لو أمراه أو أحدهما لم يكن عليه الطاعة إن كانت الزوجة صالحة ومستقيمة، كما هو مبين في الفتوى: 130594.
فمهما أمكن تجاوز الخلافات وجمع شمل الأسرة، كان أفضل.
والله أعلم.