الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على صبرك على زوجك، وعلى بَذْلك النصح له، وتسببك في هدايته إلى الصراط المستقيم، فجزاك الله خيرًا، وجعل هذا السعي المشكور في ميزان حسناتك.
ونوصيك بالاستمرار في الدعاء له بأن يذهب الله عز وجل عنه هذا الغضب، ويصلح حاله؛ فالغضب من الشيطان، وباب من أبواب الشرور، وقد جاء الشرع بالتحذير منه، وبيان كيفية علاجه، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 8038، فذكّريه بما تضمنته هذه الفتوى.
وينبغي نصحه أيضًا بمقابلة الثقات من أهل الاختصاص من الأطباء، إن غلب على الظن أن يكون ترك الحشيش سببًا في حالة الغضب التي تنتابه.
ولا ينبغي لك تهديده بالطلاق، فالغالب أن لا مصلحة لك في ذلك، فقد يزيده حماقة، ويحدث ما لا تحمد عقباه.
والأولى أن تبيني له بلطف ولين أنك تخشين أن يدخل الشيطان بينكما، ويكون سببًا في تشتيت شمل الأسرة.
ولا ننصحك بالتعجل لطلب الطلاق؛ حتى يتبين لك أن المصلحة الراجحة فيه.
وننبه إلى أن في صراخ زوجك في وجه طفلكما، وضربه له، جناية عظيمة عليه، ويخشى أن يكون في ذلك خطر على صحته الجسدية والنفسية في مستقبل حياته، فالطفل في مثل هذه السن لا يعقل شيئًا، وضربه يضره أكثر مما ينفعه.
والله أعلم.