الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعتبار وجود مثل هذا المرض المذكور عذرًا للتخلف عن صلاة الجمعة في حق من تجب عليه، يختلف بحسب المرء نفسه وحالته الصحية، وبحسب واقع الحال في كل ناحية، من حيث الضرر المتوقع، ونسبة وقوعه!
وبصفة عامة؛ فإن الحكم للغالب، والنادر لا حكم له.
وينبغي أن يُرجَع في تقدير ذلك إلى أهل الاختصاص، والجهات المعنية، والهيئات الصحية، فهم أهل الذكر في هذه القضية، ولا يستبد المرء فيها برأيه، وتقديره الشخصي، كما نبهنا عليه في الفتوى: 414400.
والذي يظهر لنا من حيث الجملة؛ أن الجهات المعنية إذا فتحت المساجد، ووضعت لروادها النصائح الخاصة بالوقاية عند حضور الصلاة بالمسجد، فالأصل هو وجوب إجابة المؤذن؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ {الجمعة:9}.
ويبقى بعد ذلك الاستثناء متعلقًا بالأحوال الخاصة لكل شخص على حدته، ورأي الأطباء فيها، بحسب حاله، وحال المساجد في المكان الذي يعيش فيه.
والله أعلم.