الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، وأن ييسر لك حفظ كتابه، والعمل به.
والطرق التي ذكرتها هي وسائل لضبط حفظ القرآن الكريم، وليس فيها محذور شرعي؛ فهي إذن مشروعة لمشروعية مقصدها، وهو حفظ القرآن الكريم، فالقاعدة المقررة عند الفقهاء أن الوسائل لها أحكام المقاصد، قال العز بن عبد السلام: الواجبات والمندوبات ضربان: أحدهما: مقاصد، والثاني: وسائل، وكذلك المكروهات والمحرمات ضربان: أحدهما: مقاصد، والثاني: وسائل.
وللوسائل أحكام المقاصد، فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل. اهـ. من قواعد الأحكام في مصالح الأنام.
وقال ابن القيم: لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضي إليها، كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها، فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منها، بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطاتها بها.
ووسائل الطاعات والقربات في محبتها والإذن فيها، بحسب إفضائها إلى غاياتها؛ فوسيلة المقصود تابعة للمقصود. وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل. اهـ. من أعلام الموقعين عن رب العالمين.
ولم يزل كثير من المشايخ المقرئين يذكرون لطلابهم من جنس هذه القواعد لضبط المتشابهات اللفظية.
وراجع للاستزادة حول المؤلفات في ضبط المتشابهات في القرآن العظيم: كتاب: (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ) لمحمد طلحة منيار، وكتاب: (الضبط بالتقعيد للمتشابه اللفظي في القرآن المجيد لفواز الحنين)، وقد قرّظه مجموعة من المقرئين.
والله أعلم.