الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن كون هذه الفتاة لم تجدها عذراء لا يعني بحال أنها فاسدة، أو أنها قد وقعت في الزنا؛ لأن زوال البكارة له أسباب عديدة غير الزنا.
قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: زوال البكارة من المرأة، لا يعني أنها كانت فاسدة؛ إذ قد يكون زوال بكارتها لسبب غير الجماع، كعادتها هي، أو سقوطها، أو قفزتها، أو ما أشبه ذلك، وليس معنى ذلك أنني أفتح بابًا للفتيات بالعبث، ولكنني أريد أن أزيل شبهة تقع للزوج في مثل هذه الحال. اهـ.
وكونها قد ولدت مولودا مكتمل النمو لأقل من سبعة أشهر لا يعني أنه ولد زنا، بل هو ولدك وينسب إليك؛ للحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الولد للفراش. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 58272.
وقد ذكر العلماء أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، وأوضحنا كلامهم هذا في الفتوى: 23882. وإذا ثبت كونه ولدك، ومنسوبا إليك، فليس لك الحق في نفيه إلا بلعان.
وبغض النظر عن كونه ولدك أو ليس بولدك، فقد أسأت أنت وأخو زوجتك إساءة عظيمة بوضعه عند باب المستشفى، فهذا فعل يعرضه للهلاك زيادة على حرمانه من نسبه. فالواجب عليكما أن تتوبا إلى الله تعالى توبة نصوحا.
وبما أنه ولدك، فالواجب عليك البحث عنه في الأماكن التي يغلب على الظن أن تجده فيها؛ كدور الرعاية مثلا، وأن تقوم على العناية به ورعايته، والإنفاق عليه، ولا تتركه عرضة للضياع. روى النسائي في السنن الكبرى عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل على أهل بيته.
وما ذكرته من تجديد العقد، فالظاهر أنه مبني على اعتبارك لها زانية، والأصل أنها عفيفة، وسبق أن بينا لك أن زوال البكارة لا يستلزم الوقوع في الزنا. ومثل هذا التفكير يعزز الشكوك في قلبك، والذي ينبغي أن تعمل على كل ما يبعد عنها الشكوك، فلا تستسلم لوساوس الشيطان، بل استعذ بالله من شره، وأعرض عن خواطره، فلا تسترسل معها، فبذلك تسلم.
والله أعلم.