الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر لنا وجوب طاعة الولد لوالديه فيما يريدان من عرض نفسه على المختصين من الأطباء، واتّباع نظام العلاج المناسب الذي يحدده الأطباء.
وكون الولد لا يرى حاجة لعرض نفسه على الطبيب، ولا يرى نفعًا في هذا العلاج، ويتأذّى بعرض نفسه على الطبيب، والبوح له بما يشعر به؛ كل ذلك لا يسقط وجوب طاعة الوالدين في هذا الأمر الذي لهما فيه غرض صحيح، ولا ضرر على الولد فيه، فالمشقة المحتملة لا تمنع من طاعة الوالدين في المعروف، قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ، وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا. انتهى من الفتاوى الكبرى.
والله أعلم.