الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك، ويشفيك من كل مرض.
واعلمي أنّ ما ذكرت في سؤالك ليس فيه قطيعة رحم، بل الظاهر أنّك واصلة لرحمك، فالصلة ليست مقصورة على الزيارة، ولكنها تحصل بكل ما يعدّ في العرف صلة، جاء في إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين: وصلة الرحم، أي: القرابة، مأمور بها أيضًا، وهي فعلك مع قريبك ما تعد به واصلًا، وتكون بالمال، وقضاء الحوائج، والزيارة، والمكاتبة، والمراسلة بالسلام، ونحو ذلك. انتهى.
والراجح عندنا أنّ الرحم الواجب صلتها هم الأقارب الذين بينهم محرمية الرحم؛ كالإخوة، والأخوات، والأعمام، والعمّات، والأخوال، والخالات، وانظري الفتوى: 11449.
والأصلّ أنّ أحدًا لا يحمل ذنب أحد، ولا يؤخذ بجريرة غيره، قال تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}.
وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده. رواه ابن ماجه.
واعلمي أنّ المرض ونحوه مما يصيب العبد في الدنيا ليس بالضرورة أن يكون عقوبة للعبد، بل قد يكون الابتلاء دليل محبة من الله تعالى، وسببًا لرفع الدرجات، ونيل الثواب العظيم، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي، فله الرضى، ومن سخط، فله السخط. رواه الترمذي.
فأحسني ظنّك بالله، وأقبلي عليه، وأكثري من ذكره، ودعائه؛ فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.