الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك أخي السائل لحرصك على الدعوة إلى الله تعالى. وأما ما تفعله هل هو بدعة أم جائز؟ فنقول إذا لم تربط الخطبة بصلاة الظهر، وإنما تسجلها متى ما تيسر لك، في الوقت الذي يلائمك، ثم ترسلها لمن ترسلها إليهم يستمعون لها في الوقت الذي يناسبهم، ولا يربطون صلاتهم للظهر بها؛ فإنه لا حرج فيها؛ لأنها موعظة كسائر المواعظ التي يستحب استماعها في أي وقت.
وأما إذا رُبِطَتْ بصلاة الظهر، بحيث لا يصلون الظهر إلا بعد سماعها، ويتخذون ذلك ديدنا، فإننا لا نرى مشروعيتها؛ لأن الخطبة إنما شرعت للجمعة لا الظهر، ومن تعذر عليه حضور الجمعة صلى ظهرا من غير خطبة، أو اجتماع لسماع خطبة.
ثم إن الناس إذا داوموا على الاجتماع لسماع الخطبة قبل الظهر، ربما ظنوا أن ذلك شرعٌ، فابتدعوا في دين الله ما ليس منه، وكثير من البدع تنشأ في أولها استحسانا، ثم تصير دينا متبعا، إذا تُرِكَتْ قيل تُرِكَت السُّنة، وإذا حذر منها ناصحٌ قيل يُحَذِّرُ من السنة!
وهذا الاستحسان للخطبة قبل الظهر هو الاستحسان بالعقل دون الرجوع للكتاب والسنة، وهو الذي أبطله الإمام الشافعي وقال فيه: من استحسن فقد شَرَّعَ.
والفائدة المرجوة من سماع الخطبة المذكورة يمكن تحقيقها في وقت آخر، فيمكن لأهل البيت في أي وقت أن يجتمعوا على سماع محاضرة، أو خطبة، أو درس من غير أن يربطوا ذلك بصلاة الظهر عند تعذر حضور الجمعة.
والله أعلم.