الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صدق المسلم في توبته وندم على ما كان منه، وبذل جهده في نصح من كان سببا في إضلالهم، ودعاهم إلى الله تعالى؛ فقد أدى ما عليه، ولن يضره بعد ذلك ما قد يحصل منهم من إصرار على طريق الغواية.
وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته، ولا يضره بقاء أثر ذنبه، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده، كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع
وهناك فرق بين المعاصي التي بين العبد وربه، والتي يلزمه منها التوبة الصادقة مع الله، والمعاصي التي مع العباد والتي يلزمها منها رد المظالم أو التحلل منهم، ولمعرفة ذلك، انظري الفتوى: 410968. وما فيها من إحالات.
والحاصل أن التوبة الصادقة الجامعة للشروط تمحو ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.