الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تسعى في استصلاح زوجتك بالوسائل التي وردت في الشرع وهي: الوعظ، فإن لم يفد فالهجر في المضجع، فإن لم يفد فالضرب غير المبرح.
جاء في الشرح الكبير للشيخ الدردير: والوعظ التذكير بما يلين القلب لقبول الطاعة، واجتناب المنكر، ثم إذا لم يفد الوعظ هجرها أي تجنبها في المضجع، فلا ينام معها في فرش؛ لعلها أن ترجع عما هي عليه من المخالفة.
ثم إذا لم يفد الهجر ضربها، أي جاز له ضربها ضربا غير مبرح، وهو الذي لا يكسر عظما، ولا يشين جارحة. ولا يجوز الضرب المبرح ولو علم أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع فلها التطليق عليه والقصاص. ولا ينتقل لحالة حتى يظن أن التي قبلها لا تفيد. انتهى.
والأصل أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها لعمل أو غيره إلا بإذن زوجها، ما لم تكن هناك ضرورة. إلا إذا اشترطت عليه في العقد الخروج إلى العمل، فهذا شرط صحيح لازم، على القول الراجح عندنا.
ومع ذلك، فإن كان عملها يضيع حقوق زوجها، وبيتها فله أن يرجع في هذا الشرط، ويلزمها بالبقاء في البيت، وراجع الفتوى: 302188
والله أعلم.