الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على التعاون مع زوجك، وإعانته في متطلبات الحياة، فينبغي أن يحفظ لك ذلك، ويكون - في المقابل - معينا لك في شؤون البيت، لا أن يكون متنقصا لك، ومتهما لك بالتقصير، فهذا يتنافى مع المعاشرة بالمعروف، ونرجو مراجعة الفتوى: 134877.
ولست مطالبة شرعا بالخروج للعمل والكسب والإنفاق على البيت، وكذلك الحال بالنسبة لشراء احتياجات البيت، فذلك كله مُطالَب به زوجك، وهو واجب عليه، والذي يلزمك القيام على شؤون البيت ورعاية الأولاد؛ فقد قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل ذلك بين علي وفاطمة -رضي الله عنهما- كما سبق وأن بينا بالفتوى: 13158 .
ونؤكد في الختام على أن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على التكامل بين الزوجين، والتفاهم بينهما، وأن لا يجعلا للشيطان مدخلا للإفساد بينهما، فهذا شأنه كما ثبت بذلك في السنة النبوية، فقد روى مسلم عن جابر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. وهو مترجم عليه: باب: تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا.
والله أعلم.