الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهجرة المسلم إلى ديار الكفر قد تترتب عليها محاذير جسيمة، ومخاطر عظيمة، عليه هو في دينه وعلى ذريته إن كان له ذرية.
وعليه؛ فالإقامة بالبلاد الإسلامية بين أظهر المسلمين أولى وأحسن ـ بلا شك ـ من العيش في بلاد الكفار وبين أظهر الكافرين، إلا إنه قد توجد حالات ضرورة قد تقتضي أن يهاجر المسلم إلى بلاد الكفار بشروط منها: التمكن من إقامة شعائر الدين، وأمن الفتنة، والقدرة على تنشئة الأبناء تنشئة إسلامية، وغير ذلك مما يهتم به المسلم؛ طاعة لله وطلبا لمرضاته، وراجع في ذلك الفتوى: 47032.
ثم إن دول العالم الإسلامي كثيرة -لله الحمد- وقد لا تتهيأ الظروف للمرء أن يقيم بإحداها، فينتقل إلى غيرها من بلاد الإسلام ، وبالتالي فالحصر بين أن يرضى بالظلم والإهانة في دولة مسلمة، أو يهاجر لبلاد غير المسلمين حصر غير صحيح، بل يهاجر إلى دولة مسلمة أخرى، يطمئن فيها على نفسه، ويستطيع أن يقيم شعائر دينه، ويربي أبناءه تربية إسلامية صحيحة، ويجد عملا يكسب منه قوته.
فليكن بحثه عن ذلك، ونظره متجه إليه أولا، لا إلى الهجرة مباشرة إلى بلاد غير المسلمين.
وأما الضرائب ففيها تفصيل من حيث الإجمال بيناه في الفتوى: 32450.
والله أعلم.