الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فرفع المرء لما هو مباح على اليوتيوب؛ لينتفع بالإعلانات التي تظهر من خلال مشاهدة ما يرفعه، لا حرج فيه، إن كانت الإعلانات لما هو مباح.
ولا يضرّ كون الإعلان عن الشيء المباح، قد تصحبه صورة فيها تبرج؛ لعسر الاحتراز عن مثل ذلك، وعموم البلوى به؛ ولأن الصور غير مقصودة بالإعلان، وعلى الناظر غضّ بصره عما لا يجوز.
وعلى فرض كون بعض الإعلانات لما هو محرم؛ كالإعلانات التي تروّج للخمر، أو الربا، أو القمار مثلًا؛ فالمال المكتسب من ذلك خبيث محرم.
وإذا علم المرء مقداره، فليتخلص منه؛ بدفعه للفقراء، والمساكين.
وإذا لم يعلم مقداره، فليجتهد بإخراج ما يغلب على ظنه براءة ذمته به مما اكتسبه من ذلك المال.
لكن إن كان هو فقيرًا محتاجًا، فهو من مصارف ذلك المال، وله الانتفاع به في خاصة نفسه، وصرفه على عياله الفقراء، قال النووي في المجموع: وإذا دفعه -المال الحرام- إلى الفقير، لا يكون حرامًا على الفقير، بل يكون حلالًا طيبًا، وله أن يتصدق به على نفسه، وعياله، إن كان فقيرًا؛ لأن عياله إذا كانوا فقراء، فالوصف موجود فيهم؛ بل هم أولى من يتصدق عليه، وله هو أن يأخذ قدر حاجته؛ لأنه أيضًا فقير. انتهى كلامه.
والله أعلم.