الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان سبب الفطر ما ذكرت من شدة العطش، فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى في ما فعلت، لأن العطش الشديد موجب للفطر كالمرض، قال صاحب "بدائع الصنائع" وهو حنفي: الأعذار المسقطة للإثم هي المرض والسفر والإكراه والحبل والرضاع والجوع والعطش وكبر السن، لكن بعضها مرخص، وبعضها مبيح مطلق لا موجب. اهـ. وقال صاحب "الكفاف" الشنقيطي المالكي: وجاز الإفطار بما زاد على ما اعتيد من جوع وشيطان الفلا وشيطان الفلا هو العطش. وفي حاشيتي قليوبي وعميرة وهما من علماء الشافعية: ومثل المرض غلبة جوع وعطش. ويشهد لما قدمنا قوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78]. والصبر على العطش الشديد الزائد على طور المعتاد فيه حرج واضح. وراجع الجواب: 17190، والجواب: 2261. والله أعلم.