الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما وصفته بالتعلق الشديد الذي لا يرضي الله تعالى، يجب اجتنابه، والحذر منه؛ لئلا يترتب عليه ما هو أعظم منه من الوقوع في الفواحش بتسويل الشيطان وتزيينه واستدراجه العباد إليها، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
وسبق بيان حكم الحب وأنواعه، وما يسمى في بعض المجتمعات بالإعجاب الذي هو من العشق المحرم، وذلك في الفتويين:24566، 44429.
فنرجو أن تطلعي عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.
وإذا ترتب على اجتناب هذه العلاقة المحرمة تأذي الطرف الآخر، فليس على من تجنبه إثم، فمن فعل ما هو مشروع لا يتوجه عليه لوم ولا يلحقه ذم، وهذا الطرف الآخر هو الجاني على نفسه، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{الأنعام:164}. وفي الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، وَلَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا وَلَدٌ عَلَى وَالِدِهِ.
والله أعلم.