الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا إنما ينشأ عن سوء ظن بالله تعالى، وعلاجه هو تحسين الظن بالله تعالى، والعلم الجازم بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، والعلم بأن الله تعالى قسم الأرزاق والآجال، فلن يفوتك ما قدر لك، والعلم بأنه سبحانه أرحم بك من أمك، وأقدر على سوق مصالحك إليك، فلا يفوتك ما فاتك إلا لأن الله يعلم أنه لا مصلحة لك فيه، ولا يحصل لك ما حصل إلا لأن المصلحة في سوقه إليك، فله الحمد على جميع أقضيته سبحانه وبحمده.
ثم إن سبيل استجلاب الرزق وتكثيره والحفاظ عليه هو تقوى الله تعالى، فمهما اتقيت الله كان ذلك سببا في سعة رزقك؛ كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2، 3}.
ومن أسباب زيادة الرزق لزوم الاستغفار، ففي الحديث الذي رواه أبو داود من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.
ومن أسباب زيادة الرزق لزوم الدعاء، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل الله في كل صباح عقب صلاة الصبح علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا، رواه أحمد من حديث أم سلمة -رضي الله عنها-.
فعليك بالثقة بالله وحسن الظن به وألا تحمل هم الغد، وأن تعلم أن الله مدبر أمورك ورازقك، وأنت في بطن أمك قد ضمن لك رزقك، ثم خذ بالأسباب، واسع في طلب المعاش معلقا قلبك بالله سبحانه، عالما أن الخير كله بيديه سبحانه، طارحا عنك تلك الوساوس والأوهام.
والله أعلم.