الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الفضل لزمزم إنما يكون في حق من صحّ صدقه، وخلصت نيته، كحال أبي ذر -رضي الله عنه-؛ ولذلك انتفع بها هذا الانتفاع، وليس ذلك في حق كل أحد.
قال القرطبي في المفهم: وقوله في هذا الحديث: (إنها مباركة)؛ أي: إنها تظهر بركتها على من صحَّ صدقه، وحسنت فيها نيته، كما قد روى العقيلي أبو جعفر، من حديث أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير في شرح حديث الطبراني: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم: (خير ماء) بالمد (على وجه الأرض ماء) ببئر (زمزم فيه طعام من الطعم) كذا في نسخة المصنف بخطه، وفي رواية: طعام طعم بالإضافة والضم، أي: طعام إشباع، أو طعام شبع من إضافة الشيء إلى صفته. والطُّعم بالضم الطعام (وشفاء من السقم) كذا في خطه. وفي رواية: شفاء سقم، بالإضافة، أي: شفاء من الأمراض، إذا شرب بنية صالحة رحمانية. انتهى.
والله أعلم.