الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا من هذه الذنوب والمعاصي، وكلما أذنبت فتب، فإذا عدت وأذنبت فتب، ولا تملَّ من التوبة ما دامت روحك في جسدك، ولا تستسلم للشيطان ووساوسه.
ويعينك على تلك التوبة النصوح أن تصحب الصالحين الذين ينبهونك إذا غفلت، ويذكرونك إذا نسيت؛ ففي صحبتهم الخير الكثير.
وأن تدمن الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، وتفكر كذلك في الجنة وما أعد الله لأهلها من الكرامة، والنار وما أعد الله لأهلها من الهوان.
وتعلم أن الجنة سلعة الله الغالية، فهي لا تنال بالهوينا، ولا الدعة، ولا يدركها البطالون المستسلمون لرغبات النفوس وأهوائها وشهواتها.
فاحمل على نفسك حملة صادقة، ومزق حجب الغفلة، واقفز على أسوار البطالة، وليكن لسان حالك: وعجلت إليك رب لترضى.
والزم الذكر والدعاء؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وتفكر في أضرار المعاصي وعقوباتها العاجلة والآجلة.
واعلم أن كل ما يصيب العبد من شر فإنما هو بسبب ذنوبه ومعاصيه، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
وراجع للأهمية كتاب: الداء والدواء للمحقق ابن القيم -رحمه الله- وأكثر من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
والزم تعلم العلم الشرعي، فإنه بإذن الله من أعظم العواصم من الزلل والوقوع في الفتن، هداك الله لأرشد أمرك.
والله أعلم.