الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل أن يثبتنا وإياك على الأعمال الصالحة التي ترضي ربنا جل وعلا.
وبخصوص ما تشتكيه من غياب الخشوع عن صلاتك في بعض الأحيان، فاعلم -وفقك الله- أنه لا شك أن الخشوع هو روح الصلاة، فإذا افتقد منها كانت مجرد حركات لا حياة فيها. ولذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على تحصيله في كل صلاة من صلواته. ومما يعين على ذلك، أمور:
منها: كثرة التجاء العبد إلى الله تعالى، وتضرعه إليه أن يرزقه لذة الخشوع في صلاته. ثم الأخذ بالأسباب التي منها:
تدبر ما يقرأ من قرآن، وتعقل معنى ما يقول من أذكار.
ومن ذلك ملاحظة امتداح الله تعالى للخاشعين، وربطه لفلاح المؤمنين بخشوعهم في صلاتهم، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1ـ 2].
ومن ذلك أن من لم يخشع في صلاته فوت على نفسه ذوق طعم لذة المناجاة لله تعالى، والتي هي ألذ ما يتلذذ به المؤمن.
ومن ذلك أن يستشعر أنه واقف بين يدي الله تعالى، والله تعالى مطلع على ما في سره وعلنه. وليس من الأدب مع الله تعالى أن تتشاغل بأمور دنيوية تافهة، وأنت واقف بين يديه، تزعم أنك تناجيه على صفة الخطاب: (إياك نعبد وإياك نستعين).
إلى غير ذلك من الأسباب النافعة التي إن أخذ بها المسلم، كان حريا أن يصل إلى مطلوبه ومرغوبه من الخشوع في صلاته بإذن الله تعالى.
والله أعلم.