الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت هذه الغاسلة في إطلاقها هذا الحكم على تلك المرأة التي تعذر خلع ثيابها، وقد يكون هذا التعذر لأسباب معروفة لا تعلق للصلاح أو الفسق بها، ولا دليل على أن من تعذَّر خلع ثيابه عنه بعد موته، يكون فاسقا.
فهذا الكلام من تلك الغاسلة رجم بالغيب، واجتراء غير محمود، فيجب عليها أن تتوب منه.
وعليكم أن تناصحوها، وتبينوا لها خطأها، وأن عليها ألا تتكلم إلا بعلم، وألا تقع في أعراض المسلمين، ولا سيما بعد موتهم، وإفضائهم إلى ما قدموا. ونحن مأمورون بالستر على الفاسق والعاصي، وعدم إظهار فسقه، كما نص على ذلك الفقهاء.
قال البهوتي في الروض المربع: (وَ) يجبُ (عَلَى الغَاسِلِ سَتْرُ مَا رَآهُ) مِنَ الميتِ (إِنْ لَمْ يَكُنْ حَسَناً)، فيلزمُه سترُ الشَّرِّ، لا إظهارُ الخيرِ. انتهى.
فكيف يسوغ الكلام في من ظاهره الصلاح، ويخاض في حقه بهذا الكلام المنكر.
والله أعلم.