الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكثرة الحلف أمر مذموم، ومن ثم حكم العلماء بكراهته.
قال ابن مفلح في المبدع: (وَلَا يُسْتَحَبُّ تَكْرَارُ الْحَلِفِ) كَذَا فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَالْفُرُوعِ، وَظَاهِرُهُ الْكَرَاهَةُ، وَصَرَّحَ بِهَا فِي الرِّعَايَةِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ} [القلم: 10]. هَذَا ذَمٌّ لَهُ يَقْتَضِي كَرَاهَةَ فِعْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى حَدِّ الْإِكْثَارِ فَلَيْسَ بِمَكْرُوهٍ، إِلَّا أَنْ يَقْتَرِنَ بِهِ مَا يَقْتَضِي كَرَاهَتَهُ، وَنَقَلَ حَنْبَلٌ: لَا يُكْثِرُ الْحَلِفَ، لِأَنَّهُ مَكْرُوهٌ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224]. انتهى.
وإذا علمت هذا، فالأولى لك والأفضل أن توطني نفسك على فعل ما تحتاجين إلى فعله دون حاجة إلى الحلف أو الإكثار منه.
وهذا يحتاج منك إلى يسير مجاهدة للنفس، تتمكنين بها من فعل هذا، فإن حلفت وأكثرت الحلف، لم يكن ذلك محرما وإنما هو مكروه، ثم إذا حنثت لزمتك الكفارة، وإذا لم تحنثي فلا شيء عليك.
والله أعلم.