الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان انحرافك عن البيت في الطواف أمرا مشكوكا فيه، ولو بنسبة كبيرة، فلا تلتفت إلى الشك، وعبادتك صحيحة، فإن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، وانظر الفتوى: 120064.
وأما إن كنت متيقنا أنك انحرفت عن البيت، وجعلته خلفك، أو قدامك، أو عن يمينك. ففي صحة الطواف -والحال هذه- خلاف. فذهب الجمهور إلى عدم صحته، وذهب الحنفية إلى صحته، ووجوب دم على من كان قد خرج من مكة.
جاء في الموسوعة الفقهية: وقال الحنفية: التيامن واجب في الطواف، والطواف على عكسه صحيح مع الكراهة التحريمية، وتجب إعادته ما دام بمكة، وإن رجع إلى أهله من غير إعادة يجب عليه الدم. واستدلوا بأنه هيئة متعلقة بالطواف، فلا تمنع صحته، وجعلوا الآية: {وليطوفوا بالبيت العتيق} دليلا على إجزاء الطواف وصحته على أي هيئة؛ لأن الأمر مطلق، فيتأدى الركن بدون تلك الهيئة، وحملوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم على الوجوب. انتهى
ويسعك العمل بهذا المذهب رفعا للحرج ودفعا للمشقة، ولكونك موسوسا، والموسوس له أن يترخص بأيسر الأقوال على ما قررناه في الفتوى: 181305.
والله أعلم.