الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء التام من كل داء، وأن يرزقك السلامة، والعافية من كل بلاء.
وعليك دائمًا اللياذ ببابه، والاحتماء بجنابه، فهو أفضل مسؤول، وخير مجيب، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
ولا يلزم أن يكون ما حدث لك دلالة على عدم محبة الله لك، أو أن يكون عقوبة على ذنب، بل قد يكون البلاء دليلًا على محبة الله لصاحبه، وأنه يريد أن يرفع له في الدرجات، ويكفّر عنه الذنوب والسيئات.
فأحسني الظن بربك، وأمّلي فيه ما يسرك، ولا تتركي للشيطان فرصة للتلاعب بك، وإفساد دِينك، فاستعيذي بالله من شره، وادفعي عن نفسك كل ما ينتابك من وساوسه، ولا سيما ما ذكرت من أمر تشكيكه لك في دينك، فهذا أمر خطير، لا يجوز لك الاسترسال فيه؛ لأن عاقبته وخيمة.
وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 18103، والفتوى: 13270.
ونوصيك بالحرص على شغل الوقت بما ينفع، كحضور مجالس العلم، والاهتمام بحفظ القرآن، وصحبة الصالحات، ولعل الله عز وجل يجعل لك من ذلك بابًا إلى الخير بأن تجدي عملًا في مجتمع طيب، يخلو من مثل تلك المحاذير.
والله أعلم.