الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك التوفيق، والسداد في أمورك، وأن يفرّج عنك الكرب، ويرزقك الزوجة الصالحة.
وقد أحسنت بحرصك على الدعاء، والمحافظة على الصلوات المفروضة في جماعة، فهذه من أبواب الخير العظيمة.
ونوصيك بالحرص على سلوك طريق الاستقامة، وعدم التهاون في ذلك، واجتناب الذنوب، والمعاصي؛ فهذا من أعظم ما يعينك على التخلص مما تشعر به من الضيق، والاكتئاب، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
وهنالك كثير من الأمور الأخرى المعينة على راحة النفس، وحملها على العفاف غير ما ذكرنا، وغير ما ذكرت أنت من الصوم، فمن ذلك: شغل النفس بما ينفعها، وعدم ترك مجال للفراغ، هذا بالإضافة إلى صحبة الأخيار، وحضور مجالس العلم، ونحو ذلك.
ولا تلتفت إلى ما ينتابك من شعور بأنك لا تريد الاستقامة، إلا من أجل أن تظفر بامرأة دينة؛ فهذا من كيد الشيطان؛ ليصدك عن الخير، والعمل به، فاعمل على إغاظته بتحقيق عكس ما يبتغيه منك، واستعذ بالله من شرّه.
ولا ينبغي أن تيأس أبدًا في سبيل البحث عن الزوجة الصالحة، بل أحسن ظنّك بربك، وأمّل فيه ما يسرك، فهو عند ظن عبده به، واستعن في ذلك ببعض الصالحين من إخوانك المسلمين.
ولا يغبْ عن ذهنك أن الزواج نفسه من أسباب الغنى، وأن من أقدم على الزواج بقصد العفاف، أعانه الله سبحانه، كما جاء في السنة، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 7863.
والله أعلم.