الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن من أغراض الشيطان الكبرى إحزان المؤمنين، والتشويش عليهم، وإبعادهم عما فيه مصلحتهم؛ قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا {المجادلة:10}، وقال تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ {آل عمران:175}.
والواجب على المسلم أن يحذر كيد الشيطان ووسوسته، وألا يمكّنه من أن يلقي في نفسه ما من شأنه أن يبعده عن ربه تبارك وتعالى، كوسواس الموت الذي يعرض لك إذا أردت الصلاة، وألا يمكّنه كذلك من أن يلقي في نفسه ما يحول بينه وبين التفوق، كأن يحبطه، أو يشعره أنه لن يفلح، ونحو ذلك مما يلقيه في النفس؛ ليصدك عن التفوق، والمذاكرة.
فعليك أن تجتهد، وتبذل وسعك، وتتوكل على ربك تبارك وتعالى، وتستعين به؛ ففي ذلك الخير الكثير.
وأما ما تراه من نفسك من تفوق، وسرعة حفظ، فهو مِنّة من الله تعالى، فاحمد الله عليها، وسله المزيد من التوفيق.
واعلم أن الخير كله بيد الله تعالى، وأنه من لم يوفّقه الله تعالى، فلن يفلح، فاحرص على الأخذ بأسباب التوفيق، ومن أهم ذلك الحفاظ على الفرائض، والإكثار من النوافل، وصحبة الصالحين، ولزوم الذكر والدعاء.
وكلما عرض لك نزغ من نزغات الشيطان ووسواسه، فتعوذ بالله من ذلك، وامضِ في طريقك، مستعينًا بالله تعالى، مفوضًا أمورك كلها إليه سبحانه، فإن الخير كله بيديه سبحانه وبحمده.
والله أعلم.