الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحج ركن من أركان الإسلام وفرض من فرائضه، جاء بذلك الكتاب والسنة، وعليه أجمعت الأمة، والخطاب به يتوجه إلى كل من استطاعه قال تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً [آل عمران: 97]، ووجوبه على الفور، أي: في أول وقت يجد فيه المرء استطاعة عند جمهور العلماء، قال به أبو حنيفة، ومالك، وأحمد، وبعض أصاحب الشافعي.
وعلى القول بوجوبه على الفور يكون آثماً من أخره بعد الاستطاعة.
فإذا علمت ذلك؛ فاعلم أن الواجب على زوجتك هو أن لا تؤخر الحج عن أول سنة تجد فيها الاستطاعة، وليس كل ضرر يظن أنه سيلحق بالأولاد يعد من موانع الاستطاعة، إلا إذا كانوا يحتاجون إلى الحضانة، ولم تجد الأم من تكل حضانتهم إليه، أو كان يخشى عليهم الهلاك بسبب عدم النفقة. قال خليل: ...أو بافتقاره أو ترك ولده للصدقة إن لم يخش هلاكاً...
وليست نيتك بأخذ العيال جميعاً إلى العمرة كل سنة حجة تبرر التأخير بعد الاستطاعة.
والله أعلم.