الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا كفارة عليك في الرجوع في الاتفاق الذي حصل بينك وبين إخوتك، وأكدتموه بقراءة الفاتحة، وانظر الفتوى: 61649 . وراجع في الوفاء بالوعد الفتويين: 12729، 136437
وعليه؛ فما أصابك بعد إخلاف وعدك، قد يكون بسبب ذنوب أخرى، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. انتهى.
وقال ابن القيم -رحمه الله- في الجواب الكافي: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم. فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. اهـ.
فعليك بتجديد التوبة العامة، وكثرة الذكر والاستغفار، والإلحاح في دعاء الله تعالى؛ فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.