الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هؤلاء النسوة قد تكلمن عنك بما ليس فيك، فهذا من البهتان، وهو أمر عظيم، وأشد نكرانًا من الغيبة، قال الخادمي في كتابه: بريقة محمودية: البهتان أشد من الغيبة. اهـ.
وقد ورد في بيان معناهما الحديث الذي رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهته".
وإن وصل الأمر إلى درجة الكلام عن شرفك، فهذا أدهى وأمر؛ لأنه قد يترتب عليه القذف، وهو الاتهام بالفاحشة صراحة، أو ضمنًا، كما بينا في الفتوى: 126407.
ومما ورد دالًّا على خطورة البهتان، قول الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}، وقوله تعالى عن القذف: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {النور:4}، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى: 265651.
ولكن لا تجوز لك معاملتهن بالمثل في مثل هذا؛ لأن المحرم لا يحل القصاص فيه بالمثل، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى: 71999.
ومن حقك الدفاع عن نفسك، ورد هذه الاتهامات عنها.
ومن حقك أيضًا رفع الأمر إلى الجهات المسؤولة -إن شئت-؛ حتى تنصفك منهنّ، وتردعهنّ عن فعلهنّ.
والله أعلم.