الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تقوم به من ذكر عيوب المخطوبة لمن أقبل إليك طالبا النصيحة، أمر مشروع في الجملة.
وأما في التفصيل فالعيوب تختلف، فالعيوب التي يثبت بها خيار الفسخ يجب الإخبار بها، ولمعرفة هذه العيوب، راجع الفتوى: 19935.
وكذلك غيرها من العيوب إن اشترط الزوج السلامة منها وجب الإخبار بها، وإن لم يشترط السلامة منها، فلا حرج في كتمانها، بل أوجب بعض العلماء ما يلحق المذمة بالعرض كالزنا والسرقة ونحو ذلك، وذكروا أنه يكفي أن يقول له لا تصلح لك، ونحو ذلك من الألفاظ المجملة والتي تحقق بها المقصود من المنع من التزويج مع كتمان العيب، وهو ما بيَّناه في عدة فتاوى لنا، نحيلك منها على الفتوى: 201457، والفتوى: 366580.
وأما كون المستشير يخبر أهل الفتاة بأنك من أخبرته بعيوبها، فهو تصرف سيئ، ويعني أنه شخص فتَّان، وسبب في نشر العداوة والبغضاء بين المسلمين، فيفعل ما يفعله السحرة والشياطين، ويأتي بما هو معاكس لمقاصد الشرع في صلاح الحال بين المسلمين، ونشر المحبة بينهم.
روى أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟. قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة. وزاد الترمذي في روايته: لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.
ثم إنه بذلك يغم الفتاة وأهلها بما لا طائل من ورائه. ومن يفعل ذلك يجب بذل النصح له بأن يتقي الله في نفسه، وأن يتقيه في خلقه، ويبين له خطورة ما يفعل، وأن الناس قد يتقون بذل النصح له مستقبلا إذا جاء ناصحا.
والله أعلم.