الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه يلزم السائلة هو أن تعرض عن هذه الوساوس بالجملة! وتكفَّ عن التفكير بهذه الطريقة الخاطئة التي تعتمد على الشك ومجرد الاحتمال! فإن الحكم بالكفر ليس بالأمر الهين، ولا هو مجال للعامة وأنصاف المتعلمين!
ولذلك نقول كما قال القاري في مرقاة المفاتيح: هذه نزعةٌ جسيمةٌ وجرأةٌ عظيمةٌ، فإن عبارة آحاد الناس إذا احتملت تسعة وتسعين وجهاً من الحمل على الكفر. ووجهاً واحداً على خلافه، لا يحل أن يحكم بارتداده. اهـ.
وانظري الفتوى: 308221.
هذا مع أن المعين إذا أتى بمكفر، لا يحكم عليه بالكفر إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، وقد سبق لنا بيان ذلك، وبيان ضوابط التكفير، وخطر الكلام فيه، وأنه ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، وذلك في الفتاوى: 721، 53835، 65312.
وعلى السائلة أن تنكر المنكر بقدر طاقتها، دون أن تحكم بالكفر أو تفكر فيه، فحسبها أن تنكر المنكر لكونه حراما.
وأما الوسوسة في تكفير صاحبه، فهذه مضرة محضة، وباب من أبواب العنت والحرج.
والله أعلم.