الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على زوجك أن ينفق عليك بالمعروف، ولا حقّ له في شيء من راتبك، إلا أن تتبرعي بشيء له، أو تنفقي على البيت بطيب نفس.
وإذا أنفق عليك بالمعروف، فلا حرج عليه في الإنفاق على أمّه، ولو لم تكن محتاجة إلى الإنفاق.
ومن حقّك على زوجك أن يوفر لك مسكناً مستقلاً مناسباً، ولا حقّ له في جبرك على السكن مع أمّه أو غيرها من أقاربه في بيت واحد، إلا إذا جعل لك مسكناً مستقلاً بمرافقه، قال الكاساني في بدائع الصنائع : وَلَوْ أَرَادَ الزَّوْجُ أَنْ يُسْكِنَهَا مع ضَرَّتِهَا أو مع أَحْمَائِهَا كَأُمِّ الزَّوْجِ وَأُخْتِهِ وَبِنْتِهِ من غَيْرِهَا وَأَقَارِبِهِ فَأَبَتْ ذلك، عليه أَنْ يُسْكِنَهَا في مَنْزِلٍ مُفْرَدٍ، لِأَنَّهُنَّ رُبَّمَا يُؤْذِينَهَا، ويضررن بها في الْمُسَاكَنَة،ِ وَإِبَاؤُهَا دَلِيلُ الْأَذَى وَالضَّرَرِ. انتهى.
وجاء في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: وفي شرح المختار: ولو كان في الدار بيوت وأبت أن تسكن مع ضرتها، ومع أحد من أهله إن خلى لها بيتًا، وجعل له مرافق وغلقاً على حدة، ليس لها أن تطلب بيتا آخر. انتهى.
فنصيحتنا لزوجك أن يجمع بين برّ أمّه والإحسان إليها، وبين معاشرتك بالمعروف، ونصيحتنا لك أن تتفاهمي مع زوجك، وتتعاشرا بالمعروف، وتتعاونا على الخير والبر، وإذا لم تتفاهما، فينبغي أن يتدخل بعض العقلاء من الأهل للإصلاح بينكما.
والله أعلم.