الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالحديث الذي أشرت إليه رواه أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، من حديث عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ: نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ. والحديث قال عنه الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
ولا يلزم من هذا الحديث أن كل فرد من تلك القبيلتين إلى يوم القيامة من أهل الشر، كما أنه لا يلزم من تفضيل بني هاشم على غيرهم، أن كل فرد منهم إلى يوم القيامة من أهل الفضل، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}،
وقال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164}.
فانظر أخي السائل لهذا الحديث من هذا المنظور، ولا تجعله صادًا لك عن الخير، مثبطا لك عن الاستقامة؛ لمجرد أنك تنتسب لإحدى تلك القبيلتين.
والله أعلم.