الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول في البدء: جزاك الله خيرًا على رعايتك هذا الطفل، وإحسانك إليه، فذلك عمل جليل، وقربة من أفضل القربات، جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء: إن مجهولي النسب، في حكم اليتيم؛ لفقدهم لوالديهم، بل هم أشد حاجة للعناية، والرعاية من معروفي النسب؛ لعدم معرفة قريب يلجؤون إليه عند الضرورة، وعلى ذلك؛ فإن من يكفل طفلًا من مجهولي النسب، فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئًا. رواه البخاري. اهـ.
وهذا الطفل إن كان مجهول النسب - وهو الظاهر -، فينسب نسبة عامة، ولا تجوز نسبته لشخص معين، كما سبق أن بينا في الفتوى: 24944.
فإن كنت نسبته إليك، فالواجب تغيير النسب على الوجه المشروع.
ومن المهم أن يعرف هذا الطفل الحقيقة قبل أن يسمعها من آخرين على وجه يصيبه بشيء من الصدمة النفسية.
وقد اطلعنا في بعض الاستشارات على توجيهات مهمة، نلخص بعضها فيما يلي:
أولًا: تهيئته بأن تقص عليه بعض القصص، أو عرض أفلام تحكي قصة من تعرض لمثل حاله، وأنه عاش حياته كما يعيش الناس، وحقق فيها كثيرًا من النجاح.
ثانيًا: أن بعض الأطفال بعد ولادته يذهب لبيت غير بيت والديه ليعيش فيه؛ وذلك بسبب مشكلة لدى والديه، منعتهما من الاحتفاظ به مثلًا، أو لغير ذلك من الأسباب.
ثالثًا: الاستعداد للإجابة بكل لطف، وهدوء على الأسئلة المحرجة التي قد ترد منه، وأن يكون هنالك اتفاق على إجابة موحدة بينك وبين زوجتك، والأفضل أن يوجه الأولاد بأن لا يجيبوا عن أي سؤال قد يوجهه إليهم، وأن يحيلوه إليكما.
والله أعلم.