الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العبرة -في مثل حال السائل- بطلوع الفجر الصادق لقوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة:187]. والعهدة ملقاة على عاتق المؤذن، فإن كان ممن يتحرى الفجر الصادق، فلا يجوز الأكل والشرب... بعد أذانه، وعلى السائل القضاء لشربه عامدًا، وكذا لو كان يعتمد على التقويم المنضبط.
أما إن كان المؤذن ممن لا يتحرى وقت الصبح، بل يؤذن قبل الوقت احتياطاً، فلا بأس بالشرب حينئذ حتى يطلع الفجر، مع التنبيه على أنه لا يجوز للمؤذن أن يتعمد الأذان قبل الوقت، موهمًا أنه أذان الفجر الثاني، وليس هذا من الورع، بل هو من التنطع والتكلف، وإدخال الحرج على السامعين.
والله أعلم.