الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيل عنك الغم، وأن يفرج كربك، وييسر أمرك. ونوصيك بكثرة الدعاء، وسؤال الله عز وجل العافية من كل بلاء؛ فإنه من يجيب دعوة المضطر، ويكشف السوء والبلاء، قال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وننصحك أيضا بالصبر، والحذر من الجزع، فخير ما يتسلى به المؤمن والمؤمنة عند البلاء هو الصبر، وانظري في فضائله الفتوى: 18103.
والكذب من أسوأ الخصال، وأقبح الفعال، ولا يطبع عليه المؤمن، بل هو من صفات أهل النفاق، وراجعي بعض النصوص الواردة بخصوصه في الفتوى: 26391.
ولكن ينبغي أن تتحري، وتسألي عنه من يعرفونه، فقد يكون ذلك منه زلة من الزلات، فإن كان عادة له، ومعروفا به فالأفضل لك فراقه.
قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
ولا يلزمك طاعة أمك فيما فيه ضرر عليك، وراجعي في حدود طاعة الوالدين الفتوى: 76303.
ولكن اعملي على مداراتها والاجتهاد في سبيل كسب رضاها وإقناعها بوساطة من لهم مكانة في قلبها.
وما كان من أمك من سبها لك ولأبيك، أمر منكر، وكذا دعاؤها عليك، فالواجب مناصحتها أن تتوب من ذلك توبة نصوحا.
والله أعلم.