الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فما فعلتِه يسمى تلقينا، وتلقين الميت قبل دفنه لا نعلم له مستندا شرعيا، ولا قائلاً به من أهل العلم، والذي استحبه جمع من الفقهاء هو تلقينه بعد الدفن؛ للحديث الوارد في التلقين عند الطبراني ــ وإسناده ضعيف ــ وفيه: إذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إخْوَانِكُمْ فَسَوَّيْتُمْ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ لِيَقُلْ: يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانَةَ... إلخ.
جاء في فتاوى الرملي الشافعي: سُئِلَ عَنْ تَلْقِينِ الْمَيِّتِ هَلْ هُوَ سُنَّةٌ أَوْ مَكْرُوهٌ، وَهَلْ هُوَ قَبْلَ الدَّفْنِ أَوْ بَعْدَهُ؟
(فَأَجَابَ) بِأَنَّ تَلْقِينَ الْمَيِّتِ غَيْرِ الطِّفْلِ وَنَحْوِهِ سُنَّةٌ، وَيَكُونُ بَعْدَ دَفْنِهِ، وَعِبَارَةُ الشَّيْخِ نَصْرِ الْمَقْدِسِيِّ: إذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ يَقِفُ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِهِ؛ كَمَا نَقَلَهُ النَّوَوِيُّ فِي أَذْكَارِهِ وَأَقَرَّهُ، وَيَدُلُّ لَهُ خَبَرُ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسٍ «أَنَّ الْعَبْدَ إذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ أَنَّهُ يَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، فَإِذَا انْصَرَفُوا أَتَاهُ مَلكَان» الْحَدِيثُ، فَإِذَا أَخَّرَ التَّلْقِينَ إلَى مَا بَعْدَ الْإِهَالَةِ كَانَ أَقْرَبَ إلَى حَالَةِ سُؤَالِهِ .اهــ، وانظري الفتوى: 193633 .
والله تعالى أعلم.