الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتم في معارضتكم لقرار إدارة الشركة بالاقتراض بالربا، لكن ما دام الأمر قد تم بسبب تصويت باقي المساهمين غيركم، ونسبتهم أكثر، فهم يتحملون وزر ذلك، ولا إثم عليكم -إن شاء الله-، قال تعالى: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}.
وما يأتيكم من أرباح لا حرج عليكم في الانتفاع به، ولا يلزمكم إخراج نسبة منه إذا كان نشاط الشركة مباحًا صرفًا، والفائدة الربوية تدفعها الشركة، ولا تأخذها، ومن ثم؛ فلم يدخل عليكم حرام؛ حتى يلزمكم التخلص منه.
والشراكة مع من لا يتوقى الحرام، قد كرهها أهل العلم، قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح البهجة: ولكن تكره الشركة مع الكافر، ومن لا يحترز من الربا، ونحوه. انتهى.
فجزاكم الله خيرًا على حرصكم على الحلال، وزادكم ثباتًا، وهيأ لكم من أمركم رشدًا؛ إنه سميع مجيب.
والله أعلم.