الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فتغسيل موتى المسلمين بابٌ عظيم للحسنات، ففي الحديث: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا كَسَاهُ اللَّهُ مِنَ السُّنْدُسِ، وَإِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْرًا فَأَجَنَّهُ فِيهِ أُجْرِيَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أُسْكِنَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.
فأنت -أختي السائلة- على خير كبير، فاستمري فيما أنت فيه من تغسيل موتى المسلمين مع الستر عليهم والاحتساب.
وأما ما ترينه أو تسمعينه من منكرات، فالمشروع أن تتعاملي معها وفق ما جاء في الحديث: مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ. رواه مسلم.
فإن رأيتِ منكرا مكتوبا على الكفن كاستغاثة بغير الله تعالى، أو نحو ذلك، وكنت قادرة على طمسه فهذا واجب، وإن لم يكن في قدرتك، فانصحي باللسان، وإن لم يُسمع لك فقد أديتِ ما عليك، وإن عجزت عن النصح باللسان كأن خفت ضررا إن تكلمتِ كفاك إنكار القلب ولا تطالبين بأكثر من هذا، وكذا لو رأيتِ كتابة اسم الله تعالى أو شيء من القرآن على الكفن فقد سبق أن بينا أنه لا يجوز وذلك في الفتوى: 119301. فإن استطعتِ إزالة المكتوب فحسن، وإن تعذر فانصحي باللسان وإلا فيكفيك الإنكار بالقلب.
والله تعالى أعلم.