الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لوالدتك ولسائر موتى المسلمين، ولا شك أنه قد خُتِمَ لها بخير ما دامت قد نطقت بشهادة التوحيد عند وفاتها، ففي الحديث: مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. رواه أحمد، وعند ابن حبان بلفظ: فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلِمَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه. اهــ
كما أن حسن ظنها بالله تعالى في ذلك الموطن يعتبر من علامات حسن الخاتمة، فنرجو لوالدتك الجنة إن شاء الله، كما نرجو أن يثيبها الله تعالى على قراءتها وختمها للقرآن، والله تعالى أخبرنا في كتابه أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وأما الصلاة عنها: فمن مات وعليه صلوات فوائت، فإنه لا يشرع قضاؤها عنها بالإجماع، قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {النجم:39}، وأجمعوا أنه لا يصلي أحد عن أحد. اهـ
وما تركته من الصلوات بسبب المرض لعل الله تعالى أن يغفره لها، أو يعوضه من نوافلها، وإلا فإن الأصل أن الصلاة لا تسقط عن المريض ما دام عاقلا، والمرض ليس عذرا لترك الصلاة، ويمكن المريض أن يصلي على الكيفية التي لا مشقة عليه فيها، ولو كان ذلك إيماءً.
أما ختم القرآن عنها فقد ذهب جمع من الفقهاء إلى أنه يشرع للمسلم أن يتقرب إلى الله تعالى بشيء من القربات ثم يدعوه أن يهب ثوابه للميت، فلو ختمتم القرآن ثم سألتم الله تعالى أن يهب لها ثواب تلك الختمة لنفعها ذلك إن شاء الله تعالى ، وانظري الفتوى رقم 8132 ، 120562 .
والله تعالى أعلم.