الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أختك قد اتهمت زوجة أبيك بكونها ساحرة، وليس لها بينة في ذلك، فإنها آثمة، وظالمة، والأصل في المسلم السلامة، فلا يجوز إساءة الظن به، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
ولا يلزم أن يكون تعطل أموركم بسبب السحر.
وعلى فرض كونه بسبب السحر، فقد لا تكون زوجة أبيكم مصدره، ولا يجوز أن يتهم أحد بذلك؛ حتى يثبت عنه.
وإن غلب على ظنكم وجود شيء من السحر، فعليكم بالرقية الشرعية، وراجعي الفتوى: 7968، والفتوى: 5252، والفتوى: 4310.
وإن صدر من زوجة أخيكم أذى، أو إساءة لأمّكم بغير وجه حق، فينبغي أن تنصح بالحسنى، وتدعى إلى التوبة، واستسماح أمّكم في ذلك.
فإن تابت إلى الله وأنابت، فذاك، وإلا فيجوز هجرها؛ حتى تتوب، وترجع لصوابها، وهذا الهجر يرجع فيه للمصلحة، فإن خشي أن يزيدها عنادًا، ويزداد به الأمر سوءًا، فالأفضل تركه، هذا ما بينه أهل العلم، وقد ضمنا ذلك في الفتوى: 21837.
ومن هنا نعلم أن ما ذهبت إليه أختكم من مقاطعتها لها، وزعمها أنها ستبقى كذلك حتى الموت، منافٍ للشرع، فلا يجوز لكم مطاوعتها فيه.
وننصح بالسعي في الإصلاح، فهو مما ندب إليه الشرع بنصوص في الكتاب، والسنة، سبق بيان بعضها في الفتوى: 117937.
وينبغي أن يسود بين الأصهار حسن العشرة، وكان هذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولأنها وشيجة، امتنّ الله عز وجل على الناس بها، فقال: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54}.
ونوصيكم بدعاء الله عز جل أن يصلح الحال، ويؤلّف بين القلوب، فالقلوب تحت تصرفه سبحانه.
وينبغي أن تلطفوا بأختكم الصغرى هذه، وأن تسلّطوا عليها بعض المقربين إليها؛ ليناصحوها، ويردوها لصوابها.
يسّر الله الأمر، ويسّر الحال، ونشر بينكم الألفة، والمودة.
والله أعلم.