الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المرأة العجوز صاحبة الصورة ممن لا تتوق إليها نفوس الرجال، ولم يظهر منها ما قد يدعو للفتنة من زينة، ونحوها، وكانت هنالك حاجة لنشر وتداول صورتها، فلا بأس بذلك.
وإن لم تكن ثمة حاجة، فينبغي ترك ذلك لاعتبارات معينة، ومنها:
أولًا: أن التصوير الفوتغرافي وإن كان محل خلاف بين الفقهاء، ومع قوة القول بجوازه، إلا أن القول الآخر القائل بمنعه، له اعتباره، ففي البعد عنه احتياط، وإبراء للذمة، ونرجو مراجعة الفتوى: 10888.
ثانيًا: أن تصوير النساء خاصة محل تشديد من العلماء؛ لما فيه من دواع للفتنة، وأسبابها، ولو كنّ عجائز؛ لأنها ربما صادفت هوى عند بعض النفوس المريضة، فلكل ساقطة لاقطة، كما يقال. هذا بالإضافة إلى اختلاف أنظار الناس، فمن يراها بعض الناس غير فاتنة، قد يراها آخرون فاتنة؛ ولذلك كان سلوك طرق السلامة أولى، وأنه ينبغي الاكتفاء بحالة الحاجة لذلك -كما أسلفنا-.
ولمزيد الفائدة، يمكن مطالعة الفتوى: 11518، ففيها بيان ما رخص الشرع للمرأة العجوز في كشفه من جسدها.
والله أعلم.