الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولًا أن الزواج من أمور الرزق، وسيأتيك ما كتب الله لك منه، قال الله سبحانه: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا {هود:6}.
وإضافة إلى ما ذكرت من الأعمال الصالحة التي تقومين بها، وسؤال الله عز وجل المغفرة، فينبغي أن تسألي ربك أن يرزقك الزوج الصالح، ولا تكتفي بانتظار أن يتقدم لك الخطّاب؛ إذ يجوز لك البحث عن الأزواج، والاستعانة في ذلك بمن تثقين بهن من صديقاتك، أو من أقاربك.
ولك أيضًا الحق في عرض نفسك على من ترغبين من الصالحين في أن يكون لك زوجًا، على أن يكون في حدود الضوابط الشرعية، وسبق أن بينا دليل ذلك في الفتوى: 18430.
ونوصيك بأن تحسني الظن بربك، وأن لا تيأسي، فليس ذلك من شأن المؤمن، قال تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
وفي الحديث الذي رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي.... الحديث. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 119608، وهي عن آداب الدعاء.
وإن قدّر لك أن تتزوجي، فالمرأة في الجنة تكون لزوجها من أهل الدنيا، كما هو مبين في الفتوى: 2207.
وإن لم يقدر لك الزواج، فقد يزوجك الله بمن يشاء، سواء من الصحابة أم من غيرهم، فالدعاء بما ذكرت، لا بأس به.
وينبغي أن تجعلي همّتك في السبيل الذي يدخلك الجنة، وهو الإيمان، وعمل الصالحات، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا {الكهف:107}، وقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: وإذا لم تتزوج في الدنيا، فإن الله تعالى يزوّجها ما تقر به عينها في الجنة، فالنعيم في الجنة، ليس مقصورًا على الذكور، وإنما هو للذكور والإناث، ومن جملة النعيم: الزواج. اهـ.
والله أعلم.