الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن ما ذكرته أمر غير عادي، ومدعاة للعجب؛ لأن الغالب في الوالدين الشفقة على الأولاد، وخاصة الإناث منهم.
وإننا نوصيك بجملة أمور:
أولًا: الصبر عليهما، فهذا نوع من البلاء العظيم، الذي ينبغي أن تتسلحي فيه بالصبر، وتكون لك بعده العاقبة الحميدة -بإذن الله-، وراجعي في فضل الصبر الفتوى: 18103.
وكوني على حذر من أن يستفزك الشيطان إلى التقصير في بِرهما، أو الوقوع في عقوقهما، فهما والداك مهما حصل منهما من ظلم، أو تقصير؛ فذلك لا يسقط وجوب بِرهما بحال، كما سبق بيانه في الفتوى: 370030.
ثانيًا: عليك بالدعاء، والالتجاء بخشوع، وتضرع إلى رب الأرض والسماء، فهو السميع القريب، مجيب دعوة المضطر، والذي يكشف الضر، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وقال أيضًا: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وانظري للمزيد الفتوى: 71758، وهي بعنوان: شروط الدعاء وأسباب الإجابة وموانعها.
ثالثًا: التمسي أسباب هذا التغير، فإن حدث منك تصرف استفزهما، أو أساءا فهمه، فبادري للاعتذار، والتوضيح، واسعي في سبيل الإصلاح، واستعيني ببعض المقربين إليهما من أقاربك، أو غيرهم، فعسى أن يوفق الله عز وجل، فتنجح هذه المساعي.
رابعًا: إن لم يظهر لك شيء من الأسباب العادية، فلا يبعد أن يكون هنالك شيء غير عادي -من السحر، أو العين، ونحوهما-، وسبيل العلاج حينئذ هو: الرقية الشرعية، وراجعي فيها الفتاوى: 7967، 5252، 4310.
وللمزيد: يمكنك مراسلة قسم الاستشارات بموقعنا على هذا الرابط:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php
نسأل الله تعالى لنا ولك العافية، والسلامة من كل بلاء.
والله أعلم.