الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ندري ما تقصد بالفدو على وجه التحديد.
وعلى كل حال؛ فإن مشروعية الصدقة بلحوم الذبائح -أضحية كانت، أو هديًا، أو غير ذلك-، يشمل اللحوم بما هي عليه من عظام، ولا نعلم أحدًا استحب نزع العظام من اللحوم عند الصدقة بها.
لكن بعض العلماء يذكرون استحباب أن تنفصل أعضاء العقيقة، ولا تكسر عظامها -وقد وردت في ذلك أحاديث لا تثبت-، جاء في المغني لابن قدامة: ويستحب أن تفصل أعضاؤها، ولا تكسر عظامها؛ لما روي عن عائشة، أنها قالت: السنة شاتان مكافئتان عن الغلام، وعن الجارية شاة، تطبخ جدولًا، ولا يكسر عظم، يأكل، ويطعم، ويتصدق، وذلك يوم السابع. قال أبو عبيد الهروي في العقيقة تطبخ جدولًا، لا يكسر لها عظم، أي: عضوًا عضوًا، وهو الجدل، بالدال غير المعجمة، والإرب، والشلو، والعضو، والوصل، كله واحد، وإنما فعل بها ذلك؛ لأنها أول ذبيحة ذبحت عن المولود، فاستحب فيها ذلك؛ تفاؤلًا بالسلامة. كذلك قالت عائشة. وروي أيضًا عن عطاء، وابن جريج. وبه قال الشافعي. اهـ.
ولم يذكر أحد فيما نعلم استحباب نزع عظام العقيقة من لحمها عند الصدقة بها! وراجع الفتويين: 20241، 174925.
والله أعلم.