الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فصلاتك صحيحة، ولا تلزمك إعادتها، وتعمد أداء سنة الفجر بعد صلاة الصبح، لا يترتب عليه بطلان الصبح، ولا بطلان سنة الفجر، سواء وقع لعذر -كضيق الوقت- أم لغير عذر.
والأصل أن تُصَلَّى سُنَّةُ الفجر أولًا، ثم تُصَلَّى الفريضة، إلا إذا ضاق الوقت عن أداء الفريضة، فإنه يُبدأُ بها أولًا، ثم تُصَلَّى سُنَّةُ الفجر ثانيًا، ولو صلى سنة الفجر في هذه الحال قبل الفريضة، لم تصح سنة الفجر، جاء في كشاف القناع: وَلَا تَصِحُّ نَافِلَةٌ، وَلَوْ رَاتِبَةً، مَعَ ضِيقِ الْوَقْتِ، فَلَا تَنْعَقِدُ؛ لِتَحْرِيمِهَا، كَوَقْتِ النَّهْيِ؛ لِتَعَيُّنِ الْوَقْتِ لِلْفَرْضِ .. اهـ.
وننبه إلى أنك إن صليت فريضة الصبح في آخر وقتها، فلا تصلّ السنة بعدها مباشرة، بل انتظر حتى تطلع الشمس وترتفع؛ لئلا تصليها في وقت النهي.
ونوصيك أخيرًا بالمحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، فإنه أعظم لأجرك، فالصلاة في المسجد تنال بها أجر الجماعة، وأجر الخُطا إليه ذهابًا وإيابًا، وأجر انتظار الصلاة، وأجر الصف الأول، وأجر التبكير، وتضييع هذه الأجور من غير عذر، يعتبر تفريطًا في حسنات عظيمة، يثقل بها الميزان، فاجتهد في حضور جماعة المسجد، وكونك تتوضأ لكل صلاة لا يمنع من حضور الجماعة غالبًا، وانظر الفتوى: 304111 عن ترك الصلاة في المسجد، والفتوى: 39563 عن المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها أفضل من التراخي فيها.
والله تعالى أعلم